بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.. تلك الدمعة الحائرة ..
.. والمنطلقة كإنطلاقة نسر في رحابة السماء ..
.. ترتجف .. فوق صفيح الآهات .. تودّ الموت ..
.. تلك الدمعة .. كانت مع قهوة الصباح ..
.. جو غريب .. عجيب ..
.. وقت الضحى .. ذلك الوقت القاتل المريع ..
.. وقت الفراغ .. مع قهوة الصباح ..
.. وخلوة عجيب .. يستجدي فيها القلب عواطفاً مكبوتة .. منذ أزمنة بعيدة ..
.. منذ الطفولة .. علّها تستفيق ..
.. لكن قلبي هنا غريق .. يريد كلمة صبر تطفيء التهابه منذ الصباح ..
.. ابدا .. لن يجد سوى الاجترار طريق ..
.. يجتر فيها الانسان لحظات سعادة مرّ بها في حياته .. فقط لحظات ..
.. وتنطفيء نار القلب .. ولكن ما زال تحت الرماد جمرا ..
////
.. من هنا يبدأ المشوار.. اجترار .. لحظات سعادة ..
.. وسنوات شقاء .. ولكن في صمت ..
.. وحدة .. وصمت مريب .. يقتل القلب .. كلما وجد لحب وضياء الحياة طريق ..
.. خوف .. واندثار مشاعر صادقة .. لكن حقيقة قلبي تقتلني ..
.. حيث لا حياة مع المشاعر ولا مشاعر مع الحياة ..
.. صعب هو الجمود .. والجحود .. والوقوف في وجه الشمس..
.. صعب ان اقول لا حتى النهاية ..
.. كما أصعب أن أقول نعم .. بالأقل وللأقل .. ولما لا يستحق ..
.. عندما يجرب الانسان لحظة موت وينجو .. هل تستحق حياته انقاذها واستعادتها ؟
.. هل من أجل الآخرين يعيش الانسان ؟ ام لنفسه ؟
////
.. اسأل أنا وأجيب ..
.. وأصفق لنفسي .. لكن بعد دمعة مع قهوة الصباح ..
.. ودموع الحيرة تبصر من بين السحاب ..
.. محتارة هي بقبول الصمت أو بالجواب ..
.. وميض من مشاعر الطفولة ..
.. وعذاب اليوم من الوجود ..
.. تلك الدموع .. تستقبل يومي مختالة كعروس النيل ..
.. واستودع انهماكي لها .. علّها تستكين ..
.. تلك العيون .. أصبح تكشّفها يغري الأسى والحنين ..
.. واستكانها ككهف من الأنين ..
.. ها أنت يا قلبي .. عدت .. كالطائر الحزين ..
.. تعزف الحزن .. وتنشد الأنين ..
.. سوف تبقى وحيدا .. كما أنت .. لن تتغير ..
.. جمودك العجيب .. رغم المشاعر الطاغية .. ولكنها في سكون مريب ..
.. اسألك يا قلبي ..
.. ما تلك الدموع التي أغرقت ذلك الوجه الكئيب ؟
.. اهي دموع ندم .. ؟ ام عتاب نفس قد انكسرت منذ الأزل ؟
.. ام دموع ترجي الأيام .. ؟ حتى تسترجع لحظات السعادة والصدق والحنين .. ؟
.. أم دموع وداع ؟ لهذه الدنيا التي لم يعد لها مكان في قلبي .. ؟
.. هل ستطفيء هذه الدموع نارا قد اشتعلت في صدري خوفا من الوداع ؟
.. هل نويت يا قلبي الرحيل ؟
////
الم من الماضي .. وينادي..
.. وانفجار عيون على وجه الأرض ..
.. ودموع لا تنضب ..
.. أيها القلب الغريب .. لا تغضب ..
.. الم من الماضي .. يحفر في قلبي ولا يتعب ..
.. من فراق هو دوما رفيق دربك ..
.. ولا تسحب بساط السعادة الذي هام فوق رأسك ..
.. ربما تناله يوماً ..
.. يا قلبي امرح .. ولكن لا تسعد ..
.. منذ سنين قلائل .. تفارق كل من تقابل ..
.. ربما تفارق هذه الدنيا وحدك .. فلا تحزن ..
.. ها أنت ترجع وحيدا .. أعزلا حتى من نفسك
////
.. ويبدأ القلم في سرد أول خيوط الحكاية ..
.. من الماضي .. حتى المستقبل .. حتى النهاية ..
.. من القلب حينما يسكت .. والعين حينما تغمض
وتنطلق الآهة ..
صارخة ..
.. ويبدأ شريط الذكريات .. من الحلو .. والمرّ ..
.. وكتمان ذلك السر .. وهنا تنتهي الحكاية ..
.. وينطبق قبر العزلة على قلبي ..
.. حتى تبدأ معاناتي مع شوقي والحنين .. فمن أنادي ؟؟
////
.. سقط غطاء الليل ..
.. كما انهارت أقنعة النجوم ..
.. وظهرت لي شمس معتمة .. كالذين أقابلهم ..
.. ضوضاء محيطة ..
.. وشد كبرياء ..
.. عنفوان لتعاسة أبدية لن تتغير .. رغم التغير ..
.. تناقض غريب .. أم هروب .. ؟؟
.. هل انهيار الكيان هو المقصود ؟
.. دموع متحجرة منذ فترات .. ويمنعها الكبرياء من العبور ..
.. وآهات مضجرة لا تطيق القضبان ..
.. كم أتمنى الماضي أن يرجع .. لأبدأه من جديد ..
.. أخاف دوما من المجهول .. كما أخاف ان اجتمع بأحبتي ..
.. أخاف أن امدّ يدي ..فيسلّم عليّ سراب أحلام
.. ويقول حقا هو خوفك .. ها أنا المجهول ..
.. رغم كل هذه الدموع الجامدة ..
.. مازال في القلب آهات لم تطلق .. وزفرات تزاجه الحياة وتميل ..
.. كغصن شجر اليايسمن ..
.. يكسره كائن من يكون ..
.. أمشي في هذه الحياة على حافة سكين .. أخشى الجرح ..
.. كما أخشى الدم أن يسيل ..
.. أقتطع أوراق الشجر .. وأمنى أن تكون حياتي أقلّ منها بكثير ..
.. حتى أصل للمستحيل ..
.. واكون أنا ذلك المجهول ..