سيأخذني هذا الحديث عن رواية (العطر) للكاتب الألماني باتريك زوسكند إلى عطر الرواية بشكل عام ، أو أريجها ، أو، بتعبير مباشر، معناها .. ولأني لا أقرأ الرواية بطريقة لاهثة تهتم بالأحداث دون البحث عن ذلك الأريج أو مصدره .. ولأني قد التزمتُ للأستاذ خليل الفزيع بإعادة رواية (العطر) في موعد محدد ، فقد أعدتها إليه قبل أن أكمل قراءتها .. مع أنه قال لي مرارا : « مغفل من يعير كتابا لأحد، والأكثر تغفيلا منه ذلك الذي يعيد إليه الكتاب »!.
وعلى طريقة «من فاته اللحم فليشرب المرق» فقد أتيح لي ، بعد ذلك، مشاهدة فيلم العطر مرتين .. ولأن مشاهدة الفيلم لا تغني أبدا عن قراءة الرواية ، كان لا بد من الحصول عليها في مهدها الورقي.
فرنسا، حيث تدور فيها أحداث هذه الرواية هي بلد العطور، لكن العطر الحقيقي هو ذلك الأدب والفن الذي أنتجته البيئة الفرنسية.. فهل كان ذلك هو السبب الذي أغرى باتريك زوسكند بالبحث عن باريس القرن الثامن عشر مكانا وزمانا لأحداث روايته ؟
واراكم في الجزئ الثاني :bounce: :bounce: :bounce: